السينما مرآة المجتمع، وسينما الشعوب دورها يتجلى في إيصال رسالة فن وإبداع وبالتالي التأثير الإيجابي على فئات المجتمع، لكن إن عانى هذا الأخير من مرحلة تخبّط لسبب أو لآخر..غالبا مرتبط بالظروف الجيوسياسية، فالأعمال السينمائية كذلك لا تكون بالمستوى المطلوب. ذلك أن التشوه الذي يصيب المجتمع يصيبها هي كذلك، والعكس بالعكس.
وقوفا عند هذا الموضوع، وعند علاقة السينما بالمجتمع وتنميته، كان لمجلة حلووول حوارا مع الناقدة الفنية المصرية، والخبير الإعلامي لدى مؤسسة الشروق: دكتورة فاتن التهامي.
الثورات العربية كان لها تأثيرا كبيرا على الأعمال السينمائية التي صدرت من 2011 إلى اليوم، شكلا ومضمونا، بالنسبة لك إلى أي مدى يرتبط الفن بالأحداث السياسية والمجتمع؟ وبصفتك ناقدة فنية، كيف ترين المشهد السينمائي والتلفزيوني العربي عامة والمصري بالأخص؟
تأثر جدا المشهد السينمائى والتليفزيونى والمسرحى أيضا بالثورات العربية بالسلب احيانا وبالايجاب أحيانا اخرى، وهذا حال المجتمعات التى تعانى من الحروب أو الثورات والمناوشات.. فمنهم من يتجه الى الفن الذى يدعم فكرة الثورة بل ويذهب أحيانا الى أبعد من ذلك. فمنهم من يمهد لها بعرض صورة واضحة وصريحة لما يئن به المجتمع من حالات اقتصادية او سياسية أو أى أنواع القهر والعنف الذى يتعرض له الأفراد فى مجتمعاتهم حتى لو لجأ البعض الى الشكل الرمزى فى التعبير، وهذا يجعلنا نعود إلى المقولة التى تقول ان الفن مرآه المجتمع ووصف لحاله .
وهناك نوع أخر من الفنون يظهر فى اوقات الحروب والثورات، واصحابه يرفعون رايه أن الفن للتسلية والترفيه.. وهذا يتضح جليا فى صورة الفنون التى تغيب الشعور والوجدان والعقل والتفكير.. وتظهر مجموعة من الافلام والمسرحيات والأعمال والأغانى الهابطة والتى تخاطب الغرائز للإلهاء وعدم الإنشغال بالواقع .
وهناك قله ترفع شعار الفن للفن مبحثة فقط الجماليات ووصف كل شئ جميل …ولكننى أرى أن الواقع المعاش بات يفرض علينا قانونه فى مناقشة أحوالنا وأحوال مجتماعتنا بالفن كوسيلة للتعبير.
بعض المنتجين قدموا أفلاما تحوي كلاما غريبا ومشاهد خادشة للحياء ليس لها أي داع في السياق الدرامي للفيلم، وللأسف هذه الأفلام تذاع على قنواتنا العربية ويشاهدها العديد، برأيك كيف يمكننا الحد من هذه الظاهرة التي تسيء للذوق العام وما علينا نحن كأفراد مجتمع فعله وإن لم نكن ننتمي للحقل السينمائي؟
وهذا بالطبع خطر شديد على الأطفال والشباب وحتى على النساء والرجال، لأن فى هذا تعدى على قيم المجتمع وأخلاقياته بحجة الحرية والتحرر وتعبيرا عن حالة انحلال اخلاقى بادى فى المجتمعات بل انعكس على بعض سلوكياتهم من مظاهر التحرش والاغتصاب وسهولة الرذيلة والخيانة والسرقة والتعدى ومظاهر العنف المنتشرة بين الشباب لتقليد نجم مفضل لهم أو حتى الموضات وطرق الحوار .
وحلّا لهذه الأزمة، التصنيف العمرى كما يفعل الغرب فهناك ماتحت 18 سنة وهناك مافوق 18، بالأضافة الى اهتمام الأسرة بالنقاش والتواصل الدائم مع الأطفال والشباب.. لبناء جيل واعى وفاهم ويستطيع ان يميز بين الغث والسيلم . ولا يترك الطفل أمام التليفزيون طوال الوقت ولا الألعاب الالكيترونية التى تولّد العنف وتزيد من توحد الطفل وانغلاقه على نفسه .
علينا ان نربى أبناءنا برغم الدوران فى ساقية البحث عن لقمة العيش ولكن لابد من ان يكونوا جزءا من اهتماماتنا ونوليهم قدرا كبيرا من الرعاية والاهتمام والا يكون التليفزيون هو الشغل الشاغل لحياتهم هناك الكتب والجرائد والمجلات واصبح متاح لهم القراءة من على النت وهو ماكان غير متوفر لنا فى وقتنا.. فالقراءة تبنى وترتقى بالانسان مما لايجعله فريسه للانحدار الأخلاقى الذى يظهر واضحا فى معظم الاعمال الفنية المقدّمة على الساحة العربية، أو ماتصدره لنا السينما الامريكية من أفلام العنف واستعراض القوة والقدرة الزائفة. وإذا كنا مبهورين بالغرب ونقلّدهم فى كل شئ سيئ يصدّروه لنا عبر شاشاتهم وأعمالهم، وصرعات موضاتهم، وألعابهم المجنونة… لما لانقلده فى اهتمامهم بالعمل والدراسة والقراءة والاعتماد على النفس لما لانقلد الا الشيئ السيئ ونبتعد كل البعد على ما يبنى المجتمعات ويرتقى بها .ولا أعرف شعبا يعتمد على التليفزيون كمصدر من مصادر ثقافته الا الشعوب العربية ولا وقتا متاحا للفرجة والمشاهدة على الأقمار والسماوات المفتوحة ليل نهار الا فى بلداننا ومجتماعتنا .
ولا ارى حلا إلّا فى اعادة صياغة حياتنا بيت اسرة مدرسة فى العودة الى مصادر اخرى من المعرفة كتاب معارض فنية موسيقى اسرة ومدرسة وجامعة ترتقى بأبنائها وتخلق فيهم شخصيات واعية وقادرة على النضوج والفهم والرقى .واستعادة النسق القيمى اخلاقيا وجماليا وانسانيا .
مهرجان الشروق عرف مشاركة أفلام تحمل أفكارا جميلة ومميزة، كيف أتت فكرة المهرجان وما الهدف منه؟
لدى إيمان كامل بطاقة الشباب فى صنع الأفضل دوما فى كل المجالات، المهم إتاحة الفرصة لهم وهذا ماأخذته على عاتقى منذ بداية عملى بوزارة الثقافة وكنت حريصة كل الحرص على مشاركة الجامعات والأكاديميات والمعاهد ومنظمات المجتمع المدنى وبعض شركات الانتاج على دعم هؤلاء الشباب الموهوب منهم بإتاحة الفرصة لهم بعمل مهرجانات يشرف عليها كبار النقاد والسينمائين ومنح الفائزين منهم الجوائز المادية والعينية مما يعنيهم على استكمال مشوار حياتهم .
وتحمست الأستاذة الدكتورة هويدا مصطفى، عميدة المعهد الدولى العالى للإعلام وتبنت المشروع للعام الثانى على التوالى تحت رئاستها، مما شجع العديد من الجامعات والأكاديميات على القيام بمهرجانات لفتح طريق جديد للشباب لعرض اعمالهم ومشاريع تخرجهم التى كانت تعرض فقط لتقيم على مستوى امتحان آخر العام . بل زدنا على ذلك فى دعوة ومشاركة الجامعات الاخرى من كافة المحافظات والدول العربية كالمغرب وتونس والسعودية لتقديم مشاريع تخرج طلابهم المتميزة والحقيقة النتيجة كانت مبهرة وحصد العديد منهم الجوائز المقدمة من شركات الإنتاج لإنتاج أفلام للفائزين فى مجال الافلام الروائية القصيرة والتسجيلية والبرامج والاعلانات وكانت مقدمة من شركة سمارت فيجن للانتاج الفنى للدكتورة هالة فاروق . ومنحة مقدمة من الدكتورة منى مراد المدير التنفيذى لشركة اون اير استديوز للتقديم التليفزيونى لمدة 9 شهور تتحمل تكلفتها الشركة . وجوائز مالية مقدمة من المعهد الدولى العالى للإعلام برئاسة الدكتورة هويدا مصطفى .
وجوائز مقدمة من اتحاد المنتجين العرب برئاسة الدكتور ابراهيم ابو ذكرى وهى عبارة عن ورش تدربية والاشتراك فى برنامج خلى بالك على بلدك ويذاع على العديد من القنوات .
ومازلت أعتبر ان هذا كله بداية فالشباب يملكون من الطاقات الابداعية والامكانات مايفوف الخيال ولكنهم فى حاجة الى الرعاية والاهتمام والدعم والمساندة من قبل كافة الهيئات .
ما تقييمك على هذه الأعمال وما هي نقط قوتها وضعفها فيما يخص الشق الفني؟
يحدث تطورا واضحا فى اختيار الموضوعات والجميل ان بعض الشباب اعتمد على نصوص ادبية فى اختياراته كفيلم الدكة من المجموعة القصصية عقل وقلبى لإحسان عبد القدوس.
وفى العام الماضى كان هناك فيلم الرحلة من مجموعة قصصية ليوسف ادريس وهذا مايدفعنى دوما لأن أقول للشباب أننا لدينا كنز من القصص القصيرة لكبار الكتاب وحتى لكتاب ظهروا فى وقتنا الحاضر. علينا قراءة هذه الاعمال والاختيار منها فالعمل الفنى ليس مجرد نقل فيلم أجنبى او فكرة طارئة ولكنه لابد أن يخلق من عمل جيد ويصنع له سيناريو وحوار ثم تأتى بقية العناصر الفنية التى لا تقلّ أهمية من إخراج وتصوير ومونتاج وموسيقى وديكور حتى لو كانت الإمكانيات محدودة ولكن الإختيار الجيد للنص والحوار سيعطى للعمل قيمته مع ضبط إيقاع العمل، لذا دوما أؤكد على ان القراءة حياة.. بل حيوات.. فهى تمنحك القدرة عل العيش فى عوالم مختلفة وتعدّ معينا وزادا خصبا لأي إنتاج فنى .
هل أنت ضد أو مع موضوع الرقابة فيما يخص الأفكار التي تطرحها بعض الأفلام وما رأيك في منع عرض فيلم مولانا في بعض الدول العربية؟
انا مع حرية التفكير طالما الاساس التربوي والاخلاقي جيد وعلى أساس، أما فى حالة الخواء والاستهتار الذى تتسّم به معظم الأعمال المقدمة على الشاشات العربية، فعلى الاقل لابد من حد أدنى من الرقابة كما ذكرت وهو التصنيف العمرى وفقا لكل بلد .
أما عن منع فيلم مولانا فى بعض الدول العربية، فهذا راجع لرؤية كل بلد لسياستها وماتسمح به ومالاتسمح. هناك من يخاف من فيلم على أمنه ومن استقراره فى المنطقة، وهناك من يرى فى فيلم تجاوزا ما وبرغم اننى ارى ان هناك قنوات وطرق كثيرة موازية لمشاهدة أى عمل فلايفيد المنع فى شئ المفيد هو مواجهة الأفكار ومناقشتها .
كلمات بحث ساعدت على الوصول إلى هذا الموضوع:
- عرايس
- تسريحات عرايس مرفوعه
- تسريحة سندريلا 2016
- https://www holoool com/السينما-المجتمع-فاتن-التهامي-8334 html
- احدث الاحذيه الرياضيه للبنات عاليه
- زيوت طبيعيا
- صور احلي سودانيه
- صور التنسيق الوان الحجاب
- لباس شاوى للعروس
- ملابس الرومي النساء 2017