خاص لمجلة حلووول – إعداد: رانية النتيفي. تصوير: الزبير علي.
في ملف حول آخر دورة لمهرجان فاس للموسيقى العالمية العريقة من 6 إلى 14 من أيار – مايو 2016، قامت مجلة حلووول بالاتصال بالنجوم الذي شاركوا بالافتتاح الذي حمل عنوان “سماء مرصعة بالنجوم” و الذي تميز بمشاركة فنانين و موسيقيين من الدول العربية و أوروبا و أفريقيا و آسيا. جمعتهم لغة الموسيقى ليثبتوا أن الفن لا حدود له، و أن “جواز سفره” الوحيد هو جماله و الإخلاص فيه.
هي فنانة من الطراز الخاص، أبهرت محبي الموسيقى الراقية منذ أول ظهور لها في برنامج “سوبر ستار” سنة 2005 على شاشة “تلفزيون المستقبل” بصوتها الذي يأسر قلب كل ما استمع إليه. إحساسها يجعلك تعيش كل معاني العشق و الروحانية. لا غرابة إن صارت من الأصوات التي يأتي الحضور من كل صوب و قطب للإستماع إلى شذوها في المهرجانات بصفة عامة و مهرجان فاس للموسيقى العريقة بصفة خاصة يوم 6 أيار 2016. كان لنا هذا الحوار مع الفنانة اللبنانية عبير نعمة.
1. أنت من الفنانين الذين ارتبط اسمهم بمهرجان فاس للموسيقى العريقة، فماذا أضاف لك هذا المهرجان و ما الذي جلبت إليه كفنانة من الطراز العالي ذات صوت شجي تغني الموسيقى الروحية و الأغاني الرومانسية بأكثر من لغة؟
شاركت أكثر من مرة في مهرجانات فاس الدولية، غناءً وتمثيلاً. ولعل أكثر مشاركة عزيزة على قلبي كانت على مسرح باب الماكينة عندما لعبت دور البطولة تمثيلاً وغناءً وتلحيناً في مسرحية “منطق الطير” للحلاج.
للصراحة مهرجان فاس، مهرجان الموسيقى الراقية والموسيقى التي تحاكي الله، أضاف لي الكثير على الصعيد المهني طبعاً، فبمجرد الوقوف و الغناء لمرة واحدة على خشبة بأهمية و رقي هذا المهرجان، يعتبر إنجاز وتحدٍ بأنٍ واحد، فكيف إذا كان لعدة مرات؟ أما على الصعيد الشخصي. فكما هو معلوم، الشعب المغربي وخاصةً الفاسي هو من أعرق وألطف وأكثر الشعوب ثقافةً. عندما أكون هنا، في فاس، أكون وسط أهلي وصديقا، كأنني في بيروت.
2. فيما اختلفت الدورة الأخيرة لمهرجان فاس للموسيقى العريقة عن سابقاتها؟
الدورة الأخيرة كانت بالنسبة لي جولة صغيرة بين اصدقائي الموسيقيين. فإن بعد تجربتي في برنامجي Ethnopholia موسيقى الشعوب حيث جبت العالم بحثاً عن الموسيقى الراقية الاثنية، وحيث أعددت وحضرت وقدمت هذا الوثائقي، تعرفت على العديد من الفنانين والموسيقيين في بلاد عدة مثل الهند، أذربيجان، اليونان، إيطاليا، سردينيا، هنغاريا وغيرها. في الدورة الأخيرة لمهرجان فاس التقيت بهم، و استعدت ذكريات التصوير والبحث و غنيت معهم وإلى جانبهم!
3. الموسيقى تجمع ما تفرقه السياسة، فكيف تصفين تجربتك في افتتاح مهرجان فاس مع موسيقيين من أعراق و طوائف مختلفة؟ و كيف كان هذا التمازج الفني بينكم؟
الموسيقى لا حدود لها.. هي لغة الشعوب. اني مؤمنة بذلك حتى آخر يوم في حياتي.
لطالما غنيت جنب موسيقيين و فنانين من أعراق و ديانات مختلفة، و لطالما غنيت نماذج وانماط موسيقية مختلفة بما فيها الموسيقى المقدسة المسيحية كما الموسيقى الصوفية الاسلامية. ما اجمل الموسيقى عندما توحّدنا.
على المسرح كنت محاطة بالألوان و التقاليد و الأوجه المختلفة و لكن التي تلتقي و تتمازج في الموسيقى… الموسيقى الجامعة.
4. إلى ما تطمحين أكثر في الموسيقى؟
طموحي في الموسيقى لا محدود… الموسيقى بحر، وأنا لست إلا نقطة فيها. طموحي هو أن تصل الموسيقى إلى قلب كل انسان، إلى وجدان كل رجل و إمرأة و طفل و عجوز… طموحي هو أن تمحو الموسيقى العذابات و القهر و الفقر و الحرب و الموت… طموحي هو أن أضيء شمعة من الموسيقى في بحر من الظلمة والظلم… طموحي هو أن تحررنا الموسيقى من قيود الكره والتعصب والأذية…
فلندع الموسيقى تحكم!