حوار وتقرير: رانية النتيفي.
إنها زينب أفيلال، الأيقونة التي جمعت بين الكيمياء والغناء وأول فنانة شابة متخصصة في التراث تستضاف في أشهر الفضائيات العربية. أطربت الجماهير بصوتها العذب في أعرق المسارح الهولندية ثم البرتغال أمام سمو الأميرة لالة سلمى، ثم عادت لتستكمل حفلاتها بالمغرب وكان لنا معها هذا اللقاء.
الفنانة زينب أفيلال، ما هو إحساسك بعد هذه الأشهر الحافلة بالأنشطة التي تكللت بالنجاح؟
لا أستطيع الحكم على هذا الموضوع بنفسي، لكن المسارح في هولندا والبرتغال كانت مليئة لآخرها وارتسامات الجمهور كانت طيبة… في هولندا تمت الحفلات بشراكة مع الجوق الأندلسي لأمستردام، والذي يهتم بالحفاظ على التراث وإيصاله. لذلك نحن سعداء جدا بهذا التعاون في فعاليات مهرجان العود. شهد مسرح كونسيرت خيباو الذي يعد أحد أكبر المسارح بأوروبا على غرار مسارح الأوبرا حضورا أجنبيا طاغيا، فالهولنديون قدموا لسماع الموسيقى الكلاسيكية للمغرب وهي الموسيقى الأندلسية.
حدثينا عن حفلك بالبرتغال ومشاركتك الغناء مع أنا مورا في حضرة سمو الأميرة لالة سلمى
ستبقى ذكرى هذا الحفل مميزة في قلبي، شاركت فيه الغناء مع الفنانة “أنا مورا” بأغنية ثنائية تميزت بمزج الفادو البرتغالي مع طبع أندلسي وقد كان ذلك عبارة عن مفاجأة لسمو الأميرة لالة سلمى، في إطار الإشادة بالعمل الجبار التي تقوم به في مؤسسة لالة سلمى للمكافحة السرطان بحضور ضم أمراء دول متعددة ورجال أعمال.
شاهدنا مقاطع متميزة من حفل أمستردام عبر فيسبوك بثها البعض من الحضور بشكل مباشر، فكيف هو تفاعل الجماهير المغتربة مع التراث الاندلسي؟
الجماهير المغتربة هي جماهير لديها حنين دائم لبلادها ولموسيقاها وكل ما هو مغربي، لذلك يكفي أن يروك مرتديا قفطانا مغربيا وتغني لونا موسيقيا تروبوا على كنفه، سواء في أرض الوطن أم الغربة. لهذا السبب، أشعر أن الجماهير بأمستردام قريبة جدا لهذا الفن، وهذا يتجلى في حفظهم للنصوص الأندلسية. وهنا يظهر الافتخار والاعتزاز بالهوية المغربية. هذه العوامل تجعلنا نحس بمسؤولية كبيرة تجاه هذا الجمهور العارف بالأمور.
ما تعليقك على تكريم عازف العود أمين بلاهوان في هولندا؟
على الصعيد الشخصي أمين بلاهوان بمثابة أخ، أما فنيا فهو عازف مجتهد جدا ومثابر، يعتمد على نفسه ويسمع كلام أساتذته. وكانت نتيجة مثابرته التكريم في سن صغير ونيله آلة عود عراقية الصنع صممت خصيصا له وقدمت له من طرف كريمة عبقري العود الراحل سعيد الشرايبي. هذا شرف كبير، كانت لحظة مؤثرة لم تنمالك فيها دموعنا…
في الدورة 22 لمؤتمر الأطراف cop 22، كانت لديك مشاركة على الصعيد الفني وكذلك العلمي بصفتك متخصصة في الكيمياء، برأيك ماذا يعطي العلم لشخصية الفنان وماذا يكتسب العالم من مزاولته الفن؟
خلال مؤتمر الأطراف، فنيا تجلت في مشاركتي بمسرحية غنائية تمزج بين الموسيقى وفنون السيرك والكوريغرافيا من إخراج المتألقة فاطم العياشي وتحت اشراف المدرسة الوطنية لفنون السيرك “شمسي” على غرار عرض أماكن الذي قدمته سابقا. عملت مع فريق جميل جدا: فانيسا بالوما، فيصل عزيزي، زينب كايا، وموسيقيين متميزين ولاعبي سيرك في قمة الاحترافية. حاولنا في هذا العمل تقريب أشكال موسيقية مختلفة للمتلقي وإظهار ثراء التراث الموسيقي للحوض الأبيض المتوسط. هذا العمل الذي كانت مدته ساعة ضم فنانين من الأديان الثلاث وغنينا بسبع لغات. لذلك الموسيقى التقليدية ليست منحصرة على مكان معين بل نستطيع السفر بها إلى أبعد الأماكن وكل منا يعطي ثقافته من خلال ما يقدمه.
علميا، فقد ذهبت للتعرف على الجديد في مجال الطاقات المتجددة، وفي هذا السياق أنا فخورة جدا أن الدورة 22 من مؤتمر الأطراف تم تنظيمها في المغرب حيث كانت مثالا للدقة والنظام. استفدت كثيرا من هذه التجربة التي سيكون لديها تأثيرا إيجابيا في مسيرتي الفنية والعلمية كذلك. العلم يفيد دائما شخصية الإنسان وليس فقط الفنان، فهو ينمّي هذه الشخصية ويجعل أفكارها متسلسلة ولديها رؤية في الفن والعلم. والفنان دائما لديه لمسة متميزة لا يملكها دائما العالم، لذلك إن جمع الفنان بين الأمرين فهذه قيمة مضافة.
ما هي مشاريعك المستقبلية في الفترة القادمة؟
لدي مجموعة من السفريات والحفلات.. كما أنني ولأول مرة عبر منبر إعلامي أعلن عن تحضيري لعمل فني يحمل عصارة عام من الاجتهاد وهو جاهز حاليا بنسبة 60 بالمائة، وجاري إتمامه. أنوي كذلك الاشتغال أكثر لإتمام رسالة الدكتوراة في مجال الكيمياء.
عدت لجمهورك بتطوان بحفل كبير رفقة جوق محمد العربي التمسماني، نلت في ختامه شهادة الكفاءة في الموسيقى الأندلسية. ما وقع هذا الحدث عليك وعلى مسيرتك الفنية؟
بصراحة هو حدث مهم جدا لأنه استمرارية لسلسلة حفلات عملنا أن تكون عادة سنوية، من تنظيم جوق محمد العربي التمسماني كهدية لجمهور تطوان، لأن هذه الأخيرة باتت تفتقر جدا لبعض الأنشطة الثقافية فيما يخص الموسيقى الأندلسية. لذلك ارتئي الجوق، ذ. محمد الأمين الأكرامي وفريق الإعداد، أن يأخذ بادرة تنظيم حفلا بالسنة وهذا كان الحفل الرابع وقد أقيم في قصر الرياض حيث كانت الأجواء رائعة جدا، خاصة بتكريم السيدة فائزة مختار التمسماني زوجة المرحوم محمد العربي التمسماني، وتقديم الأستاذ محمد الأمين الاكرمي لي شهادة الكفاءة في الموسيقى الأندلسية نظرا لحفظي للصنائع الأندلسية وآدائي لها على الطريقة التطوانية وهذا ما تتلمذت عليه منذ سنة 2001 إلى اليوم.
ونحن على مشارف نهاية 2016، كيف تصفين حصيلة هذه السنة؟ وما هي رسالتك لجمهورك؟
الحمد لله، لقد كانت هذه السنة موسما فنيا ناجحا بامتياز، بدأتها بالسفر إلى لبنان للمثول أمام الأستاذ الراقي جدا زاهي وهبي في برنامج بيت القصيد على قناة الميادين، الذي لاقى استحسانا كبيرا لدى الجمهور الذي احب ظهوري من خلاله، وساهم في انتشاري. كانت سنة حافلة بالسفريات والحفلات، حظيت فيها بالغناء مرتين امام سمو الأميرة لالة سلمى. كانت هناك لقاءات صحفية ناجحة وسهرات جميلة وهذا نصيب كل مجتهد. كما أنه عاما لن أنساه لأنه تميز باشتغالي على أول إنتاج فني خاص بي والذي سيرى النور سنة 2017 ان شاء الله.
أقول للجمهور، أتمنى أن تكونوا قد أمضيتم سنة جيدة ومثمرة بنجاحاتها وإخفاقاتها والإستفادة من التجارب التي ليست بالضرورة فاشلة لكن أقل حظا. أتمنى لكم سنة سعيدة كما أهنئ الجميع بذكرى المولد النبوي الشريف.
الصور:
كلمات بحث ساعدت على الوصول إلى هذا الموضوع:
- جمال الشماليين المغاربة