حوار وتقرير: رانية النتيفي.
حنين أبو شقرا، أو Hanine Y Son Cubano، كما عرفها الجمهور في سنة 2001، أقبلت علينا هذه المطربة ذات الصوت الدافئ الأخاذ من لبنان وتحديدا منطقة عماطور، بجبل لبنان، وأطلت على الفضائيات العربية بفيديو كليب لأغنية “قلبي ومفتاحه” للموسيقار فريد الأطرش لكن كما لم يسمعها الجمهور قط حيث تم خلق مزج لروائع الأغاني العربية الكلاسيكية مع فرقة كوبية تغني بلغة إسبانية بلكنة لاتينية محببة، أما الموسيقى فتتميز بإيقاعات كوبا المبهجة وآلات النفخ والوتريات، لتكون بذلك أول فنانة لبنانية وعربية تقف على المسارح لتؤدي اللون العربي الكوبي Arabo cuban ثم بعد ذلك اللبناني الكوبي Lebano cuban، مع طغيان تام لروح الموسيقى الكوبية وهذا المزيج على طلّة حنين بفساتينها الغجرية وألوانها وأكسواراتها التي تمنح المشاهد طاقة حلوة تشعره أنه يعيش أجواء رحلة تنقله من بيروت إلى هافانا.
هكذا انتقلت حنين من المحاماة إلى الغناء
رغم كل هذا، فالفنانة حنين أبو شقرا بدأت حياتها كمحامية، حيث تخرجت من كلية الحقوق لتعمل حوالي أربع سنوات في المحاماة لكنها لم تستطع كبح غريزتها الفنية التي لامست قبلها روح شقيقها الممثل بديع أبوشقرا. الشيء الذي دفعها لدراسة الموسيقى في المعهد الوطني العالي للموسيقى بلبنان والتخصص في الغناء. لتكون ليس مجرد فتاة جميلة تغني…بل لتكون متمكنة من كل تفاصيل الموسيقى التي تؤديها والتي تتطلب منها دراية موسيقية كبيرة جدا بالمقامات الموسيقية العربية وكيفية أدائها على إيقاعات كوبية، والتي هي بها لمسة أفريقية ولها قواعدها وأسسها الخاصة والمختلفة جدا عن الموسيقى العربية واللبنانية.
تقول الفنانة حنين لمجلة حلوووول: “أعلم جيدا متى توجهت لدراسة الحقوق غير أني لا أعلم متى بدأ ميلي للغناء، فذاك كان منذ نعومة أظافري، منذ كان عمري ثلاث سنوات. كان أول من سمعني الفنان مارسيل خليفة الذي قدم ليحيي حفلا في قريتي حينما كان عمري ست سنوات، وغنيت له أغنية “كما ينبت العشب بين مفاصل صخر”. يومها قال مارسيل خليفة لأبي أنه عليه الإهتمام بهذه الموهبة… ولكن ظروف الحرب منعتني من البداية بالتفكير بالدراسة حتى أصبحت في المرحلة الثانوية.”
نغمات من بيروت إلى هافانا
الملاحظ في مسيرة حنين أبو شقرا الفنية أنها كونت إطارا خاصة لموسيقاها منذ أول عمل لها، لتكون الألبومات الثلاث التي قدمتها كلها تشمل أغاني كلاسيكية لعمالقة الأغنية العربية كلها ممزوجة بالموسيقى الكوبية. ألبومها الأول يحمل عنوان “حنين إي سون كوبانو” واحتوى على 14 قطعة وقد طرح سنة 2001، أما الثاني فكان ربما أول ألبوم لبناني عربي عنوانه هو عبارة عن رقم، وهو 10908كم وهي المسافة الفاصلة بين بيروت وهافانا وقد احتوى على 8 أغنيات وطرح سنة 2003. وبعد غياب كان من ضمن أسبابه الزواج ثم الإنجاب عادت حنين إلى جمهورها بألبوم ثالث مع نفس الفرقة بإسم “ألبوم المهرجانات” حيث تضمن أغنيات من الربرتوار الكلاسيكي قدمتها بمهرجانات مختلفة وأيضا أغنيات خاصة كأغنية “راحوا” وأغنية “توتي فروتي” والتي غنتها بالإسبانية.
يعتبر الفنان والمنتج الموسيقي ميشال إلفتريادس محطة أساسية بمسيرة حنين الفنية، حيث فهويته الفنية المتمردة جعلته يبحث عما لم يسبق إصداره من قبل، وأتى بفكرة الموسيقى العربية الكوبية لتقريب حضارتين بعيدتين عن بعضهما البعض لكن تتتقاسمان نفس الإحساس والتفاعل مع الموسيقى.
تقول حنين: “مزج الموسيقى العربية والكوبية كان فكرة “ميشال إلفتريادس” الذي تعرفت عليه بالصدفة، كنت في مرحلة التدرج في المحاماة وعندما التقينا كانت هذه الفكرة جاهزة لديه. لكن ما أعطيته إياه هو معرفتي الكبيرة بالأغاني القديمة التي تصلح للمزج بالموسيقى اللاتينية. لا بد للإشارة أنني لم أعد أعمل حصريا مع ميشال إلفتريادس، فقد انتهى عقدي الحصري معه. وأنا أعمل معه فقط فيما يتعلق بحنين إي سون كوبانو في حال طلبت لمهرجان أو لأية حفلة ضمن هذا الإطار.”
حنين والأغنية اللبنانية الكوبية
ولأن حنين أبو شقرا عاشقة للأغنية اللبنانية فقد كان لها نصيب في مزجها بالموسيقى الكوبية وطرح أغنيات “Lebano cuban” فقد اختيرت أيضا لتقدم حفلا في شهر تشرين الأول، إهداء لروح الفنان زكي ناصيف تقدم فيه روائعه للجمهور العاشق للأغنية اللبنانية الكلاسيكية.
حنين: “أنا أعشق زكي ناصيف وما أتمناه هو أن أنقل عشقي هذا إلى الناس وإلى كل من يعرف زكي ناصيف معرفة سطحية، او فاته أن يسمع الكثير من الأغاني لزكي ناصيف وسمع فقط الأغاني الرائجة جدا. هذا كان أحد أهداف هذه السهرة وهذه الثيمة.
وتستطرد: “عندما قدمت أغنية لزكي ناصيف في ألبومي الثالث كنت في حالة تجربة إضافة أغاني لبنانية ومزجها مع الموسيقى الكوبية وقدمت معها أغنية لصباح أيضا وأخرى لوديع الصافي. وقد نجحت التجربة جدا وأيضا في الألبوم هناك أربع أغنيات من التراث اللبناني. كان الهدف حينها مزج الموسيقى اللبنانية تحديدا وليس فقط العربية مع الموسيقى الكوبية. أريد أن أنقل هذه الأغاني بأمانة تامة وأن لا أنقص أي عربة وأؤدي هذه الأغاني بدقة شديدة.”
وقد استدعت الفنانة حنين بعد حفلها الذي قدمت فيه أغنيات الفنان الراحل زكي ناصيف حفلا آخر مهدى لروح الفنانة صباح، يوم 16 شباط في لبنان ولاقى استحسانا كبيرا جدا لدى الجمهور وقدمت فيه حنين أروع اغاني الشحرورة.
والجدير بالذكر أن الإقبال على هذه الحفلة وسابقتها كان كبيرا لدرجة أن التذاكر نفذت قبل انطلاق الحفلة. مما يعكس مدى تشوق الجمهور لصوت حنين وفنها الخارج عن المألوف.
جديد حنين
حين سؤالنا لها عن مشاريعها الفنية المقبلة، قالت حنين: بعد أن توقفت عن العمل مع الفرقة الكوبية بشكل دائم وحصري، ما أنكب عليه اليوم هو تأسيس فرقتي الخاصة، التي يجب أن تتميز كالعادة بكل ما هو جديد وخارج عن المعتاد بمجموعة من الأغاني الخاصة وحتى حينه سأقدم بعض السهرات مثل سهرة زكي ناصيف وغيرها من الحفلات التي تتميز بنكهة خاصة.
وقد أعلنت الفنانة حنين عبر صفحتها الخاصة انها تحيي الليلة 04 آذار حفلا خيريا في لبنان بمناسبة اليوم العالمي للمرأة، تحت شعار “الإنسان محبة” وذلك ببلدية سن الفيل حيث ستقدم باقة من الأغنيات من الربرتوار الذي تخصصت فيه.
كلمات بحث ساعدت على الوصول إلى هذا الموضوع:
- حنين ابو شقرا اغنية راحوا
- حنين ابو شقرا
- حنين أبو شقرا
- حنين ابوشقرا