حوار وتقرير رانية النتيفي.
إسمها يذكرنا بسفيرتنا إلى النجوم، أما هي..فهي من عائلة يمتهن أفرادها الغناء منذ أجيال. فوالدها هو الفنان السوري صاحب الصوت الدافئ “أركان فؤاد” ووالدها هي الفنانة القديرة، الكروان، نادية مصطفى، وشقيقتها الصغرى هي المطربة الموهوبة همسة أركان. أسرت لنا: “ليتني أغني مع بابا وماما…فأنا أعشق صوتيهما”.أطلقت منذ 3 أيام أغنية دويتو مع الملحن عزيز الشافعي بمناسبة عيد الأم “كل حاجة في أمي” ذات طابع كلاسيكي لتحملنا إلى حقبة “ليلى مراد” فعرفت نجاحا ملموسا جدا خاصة على مستوى شبكات التواصل. اتصلنا بالفنانة فيروز أركان التي رحبت بفكرة الحوار بكل لطف، لتخصنا بهذا الحديث:
النشأة الفنية في حضن نادية مصطفى وأركان فؤاد:
وجودي في بيت فيه كل من أركان فؤاد ونادية مصطفى كان جميل جدا، فمن الجميل ان أسمع أمي وهي تغني ولديها عمل فني تقدمه ووالدي كذلك. أحيانا نجلس كلنا ونغني سوية. لذلك تكوّن عندي حب الموسيقى وحب الغناء. إضافة إلى ذلك فأنا أستفيد من إرشاداتهما، فمثلا عندما كنا نغني ونحن صغار كان والداي ينصحاني بطريقة الغناء الصحيحة. الصوت نعمة من عند الله وهو أيضا يورث. وهذا أمر يسعدني جدا… لذلك أنوي دراسة الموسيقى خطوة بخطوة إن شاء الله.
البداية والمشوار الفني:
أول أغنية لي كانت بعنوان “ما تستغربش” سنة 2010 ولاقت استحسانا كبيرا عند الجمهور، وهي من كلمات عمرو الجارم وألحان رامي جمال وتوزيع وسام عبدالمنعم . أحببت أن أغني، خاصة أنني لا أجد نفسي في أي إطار أو مهنة تخالف الغناء. أريد ان أقف على الركح وأغني وأن يغني الجمهور معي. لطالما جلست لأشاهد المطربين وهم يغنون في المسارح وإلى أي مدى ينسجم معهم الجمهور. كان هذا حلمي، بدأت بتنفيذه بالتدريج لكن مع الأسف حصلت عثرات خلال مسيرتي، فمثلا بعض المنتجين لا يلتزمون بوعدهم بل ولا يفعلون شيئا على الإطلاق. لذلك كانت أمنيتي الدائمة ذاك المثال المحترم…ماذا لو عملنا مع بعض بما يرضي الله؟ خاصة أن كل الأطراف ناجحة في العمل الفني.
ثم أصدرت مع الفنان عزيز الشافعي أغنية بعنوان “اعمل ثورة” وهي دويتو في فترة الثورات العربية سنة 2011. استغرب الناس إسم الأغنية إلا أن الأغنية لم تكن تتحدث عن الثورات بل التغيير، أي إن أراد المرء التغيير فعليه أن يحدث تغييرا في شخصيته أولا. هنا كانت بدايتي مع الفنان عزيز الشافعي ولمست إيمانه بموهبتي.
بعد ذلك اتت مرحلة أغنية “مطمنة” وهي لشهر رمضان الأبرك والحمد لله لقيت قبولا جميلا لدى الجمهور. كانت من اختيار المنتج ومهندس الصوت “هاني محروس” الذي أحب جدا اختياراته. فساعدني في انتقاء “مطمنة” وأحضرها إلي وشجعني على غنائها. لكن بعد ذلك لم يكن مقدرا أن يكتمل هذا التعاون في أعمال أخرى. فكان القرار أن أنتج هنا لنفسي وبدأت العمل على ألبوم، وأطلقت أغنية “تعباك قوي” كنت سعيدة جدا بالتعاون فيها مع الملحن محمد النادي والشاعرة نور عبدالله اما التوزيع فكان من فنان أعشق إحساسه وهو الموزع “توما“. تم تسجيل الأغنية وإصدارها بفيديو بالكلمات بسيط. لكن نظرا لمشاكل شخصية اضطررت للتوقف عن العمل. إلا أنني قررت العودة مرة اخرى. لم أستطع مقاومة شغفي بالموسيقى..وقوفي أمام الميكروفون ينسيني كل شيء. في هذه المرحلة كان يساندني الفنان عزيز الشافعي حيث شكل لي دعما معنويا كبيرا.
“كنت أخشى الوسط الفني وصراعاته”
كنت اخشى الوسط الفني وصراعاته وكنت بحاجة لمن يساندني، فبعدما توقف المشروع بعد “تعباك قوي” أصر عزيز الشافعي على رجوعي لممارسة نشاطي الفني. الحمد لله تعاملت مع أشخاص في غاية الروعة مثلا الملحن محمد النادي،الموزع توما، الملحن مدين، الملحن عزيز الشافعي، الملحن ياسر نور، الموزع طارق عبدالجابر، الموزع أسامة عبدالهادي..كنت قد بدأت التحضير لمجموعة من الأغاني كي أطرحها في ألبوم إلا أن المشروع تعثّر. لكن ما أنويه حاليا هو طرح أغاني منفردة إن شاء الله وأتمنى أن تكون على مستوى تطلعات المجمهور الذي يحترم الفن إلى ان أقدم ألبوما. فأنا لا أريد الإبتعاد لمدة طويلة إلى أن يصدر. أريد التواجد كل فترة بأغنية منفردة حلوة.
“الملحن عزيز الشافعي آمن بموهبتي”
عزيز الشافعي فنان جميل ومحترم ذو ثقافة فنية عالية، هو مؤمن جدا بموهبتي ودائما ما كان يقول لي أن عليّ أن أغني. كان مصرا على ذلك مدة سنة ونصف تقريبا. إلى أن كلمني في يوم من الأيام وقال لي أن لديه أغنية لعيد الأم وهو متحمس لي فيها. فما إن أرسلها لي وسمعتها طلبت منه الذهاب إلى الاستديو لأسمعها ثانية. ثم طلب مني إن كان من الممكن أن نغنيها على شكل دويتو ورحبت كثيرا بالفكرة. فالغناء مع ملحن بأخلاق عزيز الشافعي يشرفني. خاصة ان أول دويتو لنا سوية “إعمل ثورة” لاقى استحسانا كبيرا. طلبت منه أو اكون أنا من يؤدي جملة “ساعة الرضا يا نهار يا نهار” لأنني وجدت فيها نفسي. فسجلنا الأغنية مع الموزع وسام عبد المنعم والتي هي من كلمات الشاعر عمر طاهر. فكانت النتيجة جميلة جدا خاصة انني غنيتها بأريحية شديدة جدا والحمد لله.
في مراحل التحضير لأي أغنية أكون خائفة جدا جدا، هل ستعجب الناس أم لا؟ كيف سيتلقاها الجمهور. مثلا في أغنية “ما تستغربش” كنت أخشى أن لا يحب الجمهور صوتي. لدي قلق دائما لكن الحمدلله وجود الأشخاص الذين هم حولي مثل عزيز الشافعي يعطيني طاقة إيجابية. مما ساعدني على دخول الاستديو وأنا مرتاحة. كان طاقم التسجيل كله جميل مثل المهندس مصطفى رؤوف الذي تعب معنا جدا. لم نجد أي صعوبة في التحضير، في عملية إيجاد أزياء مناسبة للكليب كان ذلك سهلا جدا. أما خلال التصوير كلنا كنا فرحين حتى في الكواليس كان كل الطاقم يغني الأغنية. الأجواء كانت حلوة وهذا يبدو بشكل واضح على الأغنية وعلى الشاشة. الحمد لله أنا فرحة جدا وأتمنى أن أضل دائما عند حسن الظن.
“ما نريده هو إرجاع الفن بالصورة الكبيرة التي كان عليها سابقا”
الكليب حاليا أصبح من الأساسيات خاصة مع وجود فيسبوك وتويتر…و يوتيوب وغوغل. بالنسبة لشكل الكليب فأنا لا أحب الأشياء الخارجة عامة سواء كليب او أغنية أو لفظ او حركة. فهي أشياء تضايقني جدا وليس لديها أي داع بالنسبة لي. الكليب يجب أن يكون راقيا ويوصل الفكرة، وشكله محترم. أحب الأعمال والكلمات الراقية وما هو قريب من الناس ويصل لقلوبهم، هذه هي الأعمال التي أحبها. أي عمل ضايقني لهذه الأسباب أعتبره عملا فاشلا. إذا عرف هذا العمل مشاهدة من كل الناس فهذا العمل مشرف لي وقيمة مضافة لي كي أيستطيع دخول بيوت الناس و يحبونني وهذا ما أسعى إليه، أن أكون قريبة من كل الناس من كل الأعمار وليس فئة محددة وهذا ما أدعو من الله أن يحققه لي.
بالنسبة للإعلام فأظن اننا في وقت ينتقي في الجمهور أعمالا محترمة من وجهة نظري. منذ أكثر من 5 سنوات عشنا فترة بشعة جدا نرى فيها أشياء غريبة لكن حاليا الجمهور أصبح يعطي رأيه في الفنان ويعرف من الذي لديه صوت حلو و محترم. وهذا شيء يفرحني أنا شخصيا ويريحني أنا وأبنائي وجيلي وأصدقائي..ووالدي ووالدتي. فهما كفنانين يريحهما أن تكون نتيجة العمل راقية ولائقة. وهذا ما سأقوم به دائما. نحن الذين بيدنا أن نغير، الفنانون الحقيقيون باستطاعتهم فرض أنفسهم بصورة معينة. أحيانا أشاهد بيونسي او ريانا أو أي من المشاهير، هن لديهن عادات مخلتفة ولا أستطيع ارتداء كل الأزياء التي يرتدينها لكن هناك ازياء أخرى لهن أستطيع ارتداءها. هؤلاء مشاهير يصدّرن أمرا معينا للجمهور، لكن نحن دورنا كفنانين سواء مغنيين أو ممثلين هو أن ننتبه للصورة التي نصدّرها ولبيوتنا. إن كنت تريد ان تصبح مميزا وليس مثل الأكثرية فعليك ان تشتغل على نفسك وان تكون مختلفا بالأدب الذي تربينا عليه. وهذا أمر مهم جدا. أنا الحمد لله لم أشاهد قط أمي تتحدث بطريقة غير لائقة أو والدي يقول لفظا غير لائق في كلامه أو أغانيه.. والكثير من الفنانين مثل السيدة أنغام.. والأستاذ هاني شاكر..وهذا هو ما نريده، إرجاع الفن بالصورة الكبيرة التي كان عليها سابقا.
رأيها فيما يخص الغناء باللهجات غير المصري:
بعد هذه الاغنية “كل حاجة في أمي” سأركز على لهجتي المصرية، الغناء باللهجات الثانية يشرفني جدا جدا وأتمنى ذلك وسأنجزه إن شاء الله. فالغناء بلهجات متنوعة امر جميل ومهم جدا. مهما كانت اللهجة، سوري..لبناني..خليجي..مغربي..تونسي..أحب موسيقات كل الشعوب.
هذا ما قالته عن توجه المطربين للتمثيل:
بالنسبة للتمثيل فالعديد من المطربين توجهوا إليه، والفنان أصبح متواجد في أكثر من مجال. مثلا ذ. عبد الحليم حافظ وذ. عبد الوهاب..العملاقة أم كلثوم والسيدة صباح و حتى الجميلة فيروز شاهدنا لها مسرحيات جميلة. هي وجهة نظر وقد نجحوا فيها، لكنني حاليا لست مركزة على التمثيل ولا أجيده… لذلك قد أمثل.. وقد لا أمثل. شغفي الأول هو الموسيقى. تجارب المطربين الذين اتجهوا إلى التمثيل حلوة وهناك منهم من أحبهم في التمثيل أكثر من الغناء، و بالتوفيق للجميع إن شاء الله.
كلمة أخيرة من فيروز أركان لمن أحبوا صوتها:
أشكر كل من أحب صوتي وشجعني، هذا يفرحني ويسعدني جدا جدا، و يا رب أظل عند حسن ظن كل الناس وأطرح أغاني في المستوى، وانتظروا أعمالي القادمة. شكرا لكم.
كلمات بحث ساعدت على الوصول إلى هذا الموضوع:
- كل الغناء لعيد الام
- اغنية عزيز الشافعي اجيال